التاريخ العظيم لأمة الإسلام

المأمون العباسي والتاجر


يحكى أن تاجراً تعرض له قطاع الطريق وأخذوا ماله

فلجأ إلى المأمون العباسي ليشكو إليه، وأقام ببابِه سنةً فلم يؤذَن له

فارتكَبَ حيلةً وَصَل بها إليه ،

وهي أنه حضر يوم الجمعة ونادَى

يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول :

وهو أن

لي ما لَيس لله ..

وعندي ما ليس عند الله ..

ومعي ما لم يخلُقه الله ....

وأحب الفتنة وأكره الحق ..

وأشهد بما لم أرَ ..

وأصلي بغير وضوء ..

فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون فقال له:

ما الذي بلغني عنك ؟

فقال: صحيح

قال: فما حملك على هذا؟

قال: قُطع علي وأخذ مالي ولي ببابك سنة لم يؤذن لي

ففعلت ما سمعت لأراك وأبلغك لترد عليَّ مالي

قال: لكَ ذلك إن فسَّرتَ ما قلتَ

قال: نعم

أما قولي :

إن لي ما ليس لله فلي زوجة ووَلَد وليس ذلك لله

وقولي

عندي ما ليس عند الله فعندي الكذب والخديعة والله بريء من ذلك

وقولي

معي ما لم يخلقه الله فأنا أحفظ القرآن وهو غير مخلوق

وقولي

أحب الفتنة فإني أحب المال والولد لقوله تعالى : ( إنما أموالُكم وأولادكم فتنة)

وقولي

أكره الحق فأنا أكره الموت وهو حق

وقولي

أشهد بما لم أَرَ فأنا أشهد أن محمدا رسول الله ولم أرَه

وقولي

أصلي بغير وضوء فإني أصلي على النبي بغير وضوء

فاستحسن المأمون ذلك وعَوَّضه عن ماله..

🥷 القاطع

18:23

Photo

Not included, change data exporting settings to download.

720×480, 69.6 KB

🥷 القاطع

18:23

In reply to this message

كان أبو محجن الثقفي معاقرا للخمر كثير الشرب ، فتم جلده عدة مرات بحد الخمر ، حتي جاء يوم القادسية ، وكان أبو محجن يحُدث الشغب في الجيش.


فحبسه سعد بن أبي وقاص في "قصر قديس" في مؤخرة الجيوش، ورفض أن يشركه في المعركة ، فلما اشتد القتال ذهب ابو محجن إلى "سعد بن أبي وقاص" يستعفيه ويستقيله حني يتركه يقاتل ، فرفض .


فأتى "سلمى بنت حصفة" يترجاها ان تفك قيده ، فقال: يا سلمى يا بنت آل حصفة، هل لك إلى خير؟ قالت: وما ذاك؟


قال: تخلين عني وتعيرينني البلقاء، فلله علي إن سلمني اللَّه أن أرجع إليك حتى أضع رجلي في قيدي، فامتنعت عن فك قيده وقالت: وما انا وذاك!.


فرجع يرسف في قيوده، وهو يقول:


كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا

وأترك مشدودا علي وثاقيا


إذا قمت عناني الحديد وأغلقت

مصاريع دوني قد تصم المناديا


وقد كنت ذا مال كثير وإخوة

فقد تركوني واحدا لا اخاليا


ولله عهد لا أخيس بعهده

لئن فرجت ألا أزور الحوانيا


فحلَّتْ عنه قيوده ، وحمل على فَرَس كان في الدار، وأُعطي سلاحًا، فخرج يركض حتى لَحِق بالقوم، فقاتل قتالاً عظيمًا، وكان يكبِّر، ويحمل على مَن أمامه من الفُرْس، فيقتله ويدقُّ صُلْبه.


فلما صعد سعد فوقَ البيت ، لينظرَ ما يصنع الناس، نظر إليه سعد، فتعجَّب منه، وقال: مَن ذلك الفارس؟


فلمَّا توقَّف القتال رجع أبو محجن، ورد السلاح، وجعل رجليه في القَيْد مرة أخرى كما كان ، فلمَّا علم سعد بقصَّته، حلَّ قَيْده، وقال: لا أَجْلِدك في الخمر أبدًا، فقال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا.


وقد استمرَّ القِتال شديدًا إلى منتصف الليل، حتي توقَّف الفريقانِ عن القتال.


- المصادر :-

- المصنف، ج9، ص: 240

- الطبري، نفسه 545 و546 و547

- الاصابة في تمييز الصحابة 4/173-174

- البداية والنهاية 9/632-633

🥷 القاطع

7 September 2023

Comentarios

Entradas populares de este blog